خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م للدكتور خالد بدير: من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما
خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 27 ذو الحجة 1442هـ – 6 أغسطس 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م ، للدكتور خالد بدير : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م ، للدكتور خالد بدير: من دروس الهجرة النبوية : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م ، للدكتور خالد بدير : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م ، للدكتور خالد بدير : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما : كما يلي:
الدرس الأول: أهمية المسجد وعلاقته بالهجرة
الدرس الثاني : أهمية السوق وعلاقته بالهجرة
الدرس الثالث: الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 6 أغسطس 2021م ، للدكتور خالد بدير : من دروس الهجرة النبوية المسجد والسوق والعلاقة بينهما : كما يلي:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم.أما بعد:
الدرس الأول: أهمية المسجد وعلاقته بالهجرة
للمسجد أهمية ومكانة عظيمة في الإسلام؛ كما أن المسجد له علاقة وثيقة بالهجرة النبوية المشرفة؛ فنحن جميعًا نعلم أن أول خطوة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة ( بناء المسجد )؛ ولا غرو ولا عجب، فإن إقامة المسجد أول وأهم ركيزة في بناء المجتمع الإسلامي، ذلك أن المجتمع المسلم إنما يكتسب صفة الرسوخ والتماسك بالتزام نظام الإسلام وعقيدته وآدابه؛ وإنما ينبع ذلك كله من روح المسجد .
ولقد فطن الغرب إلى أهمية ومكانة المسجد في بناء الدولة الإسلامية؛ وفي ذلك يقول أحد المستشرقين ( يدعى زهير ) : ” ما زال المسلمون في قوة مادام معهم القرآن والمسجد ” . وذلك لأن المسجد مجمع الفوائد كلها؛ قال الحسن البصري: أيها المؤمن! لن تعدم المسجد إحدى خمس فوائد أولها: مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة، وثانيها: اكتساب رجل صالح تحبه في الله، وثالثها: أن تعرف جيرانك فتتفقد مريضهم وفقيرهم، ورابعها: أن تكف سمعك وبصرك عن الحرام، وخامسها: أن تسمع آية تهديك . أ.ه
إن مهمة المسجد في عهد سلفنا الصالح لمن تكن قاصرةً على أداء الشعائر والصلوات فحسب ؛ بل كان المسجد ملاذًا لهم، إذا ضاقت بهم الهموم واشتبكت الغموم أتوه وانطرحوا بين يدي ربهم، فتنفرج لهم الدنيا؛ فكان – صلى الله عليه وسلم – ينادي على بلال فيقول: ” يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا”.( أبو داود ). فالمسجد كان منارة هدى ومدرسة تربية، لكَم تعلم فيه الجاهلُ، واتّعظ فيه الغافلُ، واسترشد فيه الضالُ؛ وكان يضجّ بالبكاء، فما أن يدخله الداخل حتى يزداد إيمانه، ويشتدّ في الحق بنيانه.
المسجد كان مدرسة الأجيال، خرج من بين جنباته المفسر للقرآن العالم به؛ والمحدث والفقيه والخطيب؛ والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر؛ والداعي إلى السنة النبوية المطهرة، فأخرجت رحاب المساجد آنذاك قادة الدنيا الذين غيروا وجه التاريخ وأصبحت سيرتهم غُرّة في جبين الزمن؛ وأنموذجًا لم تعرف البشرية مثله .
إن المسجد مدرسة روحية تغذي النفوسَ والأرواحَ عن طريق المناجاة بينك وبين خالق الكون ، ويكفي أنك بمجرد قراءتك لأم الكتاب تفتح بابًا لمناجاة ربك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ:{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ” (مسلم)، بل إنك حينما تدخل المسجد فإنك تقوم بحرق ذنوبك خمس مرات يوميًا، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَنَامُونَ فَلا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا ». [ الطبراني بسند حسن ] .
فالمسجد مدرسة اجتماعية ؛ ومكان التقاء المسلمين وتقوية الأواصر بينهم .
أيها المسجد يا مأوى الحنين ……….. فيك يا مسجد فجر المؤمنيـــن
فيك أطيار الهدى قد سبَّحت …………. وسرى في قلبك الحب الدفين
وبلال الشوق نادى سَحَـرًا ……………. ادخلوها بســــــــــــــلامٍ آمـــــــــــــنين
هذه هي رسالة المسجد، لو أديت على أكمل وجه لصلح حال البلاد والعباد.
الدرس الثاني : أهمية السوق وعلاقته بالهجرة
من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع ( السوق ) ؛ فالسوق تتم فيه حركة التجارة وتبادل السلع عن طريق البيع والشراء؛ كما أن فيه حركة السعي والكسب من أجل الحصول على الرزق والكفاف؛ وللسوق علاقة قوية بالهجرة؛ فنحن جميعًا نعلم أن من أروع الأمثلة – على طريق الهجرة – في السعي والضرب في الأرض من أجل الرزق عن طريق السوق؛ ما حدث بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع؛ ” فعن أنس، قال: قدم عبدالرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلنى على السوق. فخرج إلى السوق وتاجر حتى أصبح من أغنى أغنياء المدينة؛ يقول عبدالرحمن بن عوف: فلقد رأيتنى ولو رفعت حجرًا لرجوت أن أصيب ذهبًا وفضةً.” (السيرة النبوية لابن كثير) ؛ فقد ضرب لنا سعد بن الربيع أروع الأمثلة في الإيثار والمواساة؛ وضرب لنا عبدالرحمن بن عوف أروع الأمثلة في العفة والأخذ بالأسباب والسعي والضرب في الأرض من أجل الرزق ؛ وهذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم:” وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ؛ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ”(البخاري ومسلم) . لذلك حث الإسلام على اتخاذ المهنة للكسب مهما كانت دنيئة فهي خير من المسألة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” . (الترمذي وحسنه).
إننا لو نظرنا إلى جميع الأنبياء لوجدنا أن لهم دورًا بارزًا في العمل والكسب والاحتراف؛ فقد كان لكل واحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعًا حرفة يعيش بها، فهذا آدم – عليه السلام – كان حراثًا وحائكًا، وكانت حواء تغزل القماش، وكان إدريس خياطًا وخطاطًا، وكان إلياسُ – عليه السلام – نسَّاجًا، وكان نوح وزكريا نجارين، وكان هود وصالح تاجرين، وكان إبراهيم زارعًا وبناءً؛ وكان موسى وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم السلام يعملون بمهنة رعي الأغنام.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟! فَقَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ “( البخاري).
وعلى هذا المبدأ أيضًا ؛ ربي النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على العمل والاحتراف من أجل بناء المجتمع، فكان لكل واحد منهم مهنة يتكسب بها؛ فهذا أبو بكر الصديق كان تاجر أقمشة؛ وكان عمر بن الخطاب دلالًا؛ وعثمان بن عفان تاجرًا؛ وعلى بن أبى طالب عاملًا؛ وكان يقول مفتخرًا:
لنقلُ الصخر من قلل الجبال ………………….أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ……………….. فقلت العار في ذل السؤال
ومع أنهم دعاة حملوا مشاعل الهداية والنور للأمة؛ إلا أنهم سعوا للكسب والاحتراف من أجل بناء المجتمع.
الدرس الثالث: الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله
ينبغي على المسلم في عمله أن يأخذ بجميع الأسباب الموصلة إلى غايته وهدفه مع التوكل على الله تعالى؛ وهذا ما غرسه النبي في نفس الصحابي الذي أطلق الناقة متوكلًا على الله؛ فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ:” اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ” (الترمذي وحسنه).
إن كثيرًا من الناس يقعد في بيته وينتظر الرزق مع أنه لم يأخذ بالأسباب ولم يسع عليه فكيف يأتيه؟!!
لذلك رأى عمر رضي – رضي الله عنه- قومًا قابعين في رُكن المسجد بعدَ صلاة الجمعة، فسألهم: من أنتم؟ قالوا: نحن المُتوَكِّلون على الله، فعَلاهم عمر رضي الله عنه بدِرَّته ونَهَرَهم، وقال: لا يَقعُدنَّ أحدُكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علِمَ أن السماءَ لا تُمطِرُ ذهبًا ولا فضّة، وإن الله يقول: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} (الجمعة: 10). ومن هنا تظهر العلاقة الوطيدة بين المسجد والسوق؛ فالمسجد للصلاة وإقامة الشعائر ؛ فإذا قضيت الصلاة فعليك الأخذ بأسباب السعي على الرزق .
إنك لو نظرت إلى الهجرة وسألت نفسك سؤالًا: لماذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم سرًا بينما هاجر عمر بن الخطاب فى وضح النهار متحديًا قريش بأسرها؟!! وقال كلمته المشهورة التى سجلها التاريخ فى صفحات شرف وعز المسلمين: “من أراد أن تثكله أمه؛ وييتم ولده ؛ وترمل زوجته؛ فليلقني وراء هذا الوادي” فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه، فهل كان عمر بن الخطاب أشجع من سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟!! نقول لا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشجع الخلق على الإطلاق، ولكن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأسباب النجاة: من التخطيط والتدبير؛ والهجرة خفية ؛ واتخاذ دليل فى الصحراء، ليعطينا درسًا بليغًا في الأخذ بالأسباب؛ مع الأمل والثقة في الله والتوكل عليه.
أيعجز ربنا أن يحمل نبيه في سحابة من مكة إلى المدينة في طرفة عين كما في الإسراء والمعراج ؟!!
فما أجمل الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ” [أخرجه الترمذي].
وفي الختام أسوق لكم قصة جميلة عن سلفنا الصالح في الأخذ بالأسباب وعدم الكسل والركود والاعتماد على صدقات المحسنين: يروى أن شقيقًا البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة، ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجبًا: ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق: رأيت في سفري عجبًا، فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم: خيرًا ماذا رأيت؟ قال شقيق: أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائرًا كسيحًا أعمى، وعجبت وقلت في نفسي: كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلًا حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم: عجبًا لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟! أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟! فقام شقيق إلى إبراهيم وقبّل يده، وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق، وعاد إلى تجارته .أ.ه
هؤلاء قد فهموا الإسلام، عملًا وتعبًا، جهدًا وبذلًا، لم يفهموا الإسلام تقاعسًا ولا كسلًا، ولا دعةً ولا خمولًا، وذلك لأن الإسلام رفع من شأن صاحب اليد العليا، ولا يريد لأتباعه أن يكونوا عالة على غيرهم.
نسأل الله أن يصب علينا الخير صبًّا ؛ وأن لا يجعل عيشنا كدًّا .
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف